تزوج شاب سعودي من فتاة سجينة رفضت العودة إلى بيت والدها بعد انتهاء مدة محكوميتها خوفا من "العنف" الذي كان تتعرض له أثناء إقامته معه، بالإضافة إلى منعه إياها من مواصلة دراستها، وقالت تلك الفتاة إنها لم تكن تتوقع أن يتقدم أحد لخطبتها، وأنها كانت تعتبر السجن بيتها، منوهة إلى أنها لن تجعل أطفالها يتعرضون لما تعرضت له.
وتقول "أ.ب" التي مضى نحو أسبوع على زواجها "لا أريد تذكر معاناتي فأنا دخلت السجن وكان يمكن ألا أدخله والسبب عنف والدي وطلاق والدتي"، وأضافت في حديثها لصحيفة "الحياة" اللندنية السبت 30-8-2008، أن مديرية السجون حاولت الإصلاح بينها وبين والدها "ولكن تعنيفه لي كان أكبر من أن أستطيع مسامحته والرجوع إلى البيت".
أما زوج الفتاة الذي فضل مناداته بـ"أبو أحمد" فأكد عدم وجود أية صلة قرابة بينه وبين زوجته، مشيرًا إلى أن "الصدفة" هي التي عرفته على قصتها، بعدما حكت له أخته عن وجود فتاة "معنفة" في السجن.
وأضاف أنه بعد أن استفسر عن قضيتها توصل إلى أن سبب دخولها إلى السجن كان "عقوق الوالدين"، وعلم برفضها الرجوع إلى والدها، الذي رفض أيضًا استلامها بعد انتهاء محكوميتها، فانتابه شعور بضرورة أن يساعدها وتكون معه كي يبدآ حياة جديدة.
وتابع "تقدمت إلى إدارة السجون العامة لخطبتها، وأبدوا التعاون معي وطلبوا الأوراق الرسمية لرفعها إلى إمارة منطقه الرياض بعد أن رفض والدها وأخوها أن يتجاوبا معي عندما أبلغتهما برغبتي بالزواج منها".
وزاد "بعد ذهابي إلى والدها أكثر من مرة خلال شهرين كان يطلب مني أن أعيد الغرفة التي أحرقتها زوجتي قبل أن تدخل السجن، إضافة إلى مبلغ من المال وبعد تلبية طلبه حضر إلى المحكمة لإنهاء إجراءاتها، وهناك طلب مهرًا وقال إنه لن يوقع على عقد النكاح إلا بعد تسليمه المبلغ الذي طلبه، وبعد أن وقع العقد طلب مني ألا آتي بها إلى منزله".
وحول العقبات التي يواجهانها بعد زواجهما، أوضح أنه ما زال يبحث عن عمل لتأمين السكن "بسبب إقامتنا في منزل شقيقتي الكبرى لسفرها خارج الرياض، وإلى الآن لم نجد المنزل"، مؤكدًا أنه يسعى بجد من أجل تعويض زوجته عن المرحلة الماضية على الرغم من العقبات التي تواجهه